الخلق كنز لا يفنى
أتدري ما هو الخلق عندي؟
الخلق هو شعور المرء بأنه مسؤول أمام ضميره عما يجب أن يفعل، لذلك لا أُسمى الكريمَ كريما حتى تستوى عنده صدقةُ السر وصدقةُ العلانية، ولا الرحيم رحيما حتى يَبكى قلبُه قبل أن تبكى عيناه، ولا العادلَ عادلا حتى يَقضى على نفسه قضاءه على غيره، ولا الصادق صادقا حتى يَصدُق فى أفعاله صدقُه فى أقواله، ولا العفيف عفيفا حتى يعفَّ في حالة الأمن كما يعفَّ في حالة الخوف، ولا المتواضع متواضعا حتى يكون رأيه في نفسه أقلَّ من رأي الناس فيه. لا ينفع المرء أن يكون زاجرُه عن الشر خوفَه من عذاب النار أو خوفَه من القانون، لأن القوانين شرائع سياسية وُضِعت لحماية الحكومات لا لحماية الآداب؛
وإنما ينفعه أن يكون ضميرُه قائدَه الذى يَهتدى به ومَناره الذى يَستنير بنوره فى طريق حياته.
الخلق هو الدمعة التى تَترقرق فى عيون الرحيم كلما وقعت عينثه على منظر من مناظر البؤس ،
الخلق هو العرق الذى يتصبب من جبين الإنسان خجلا أمام السائل المحتاج الذى لا يستطيع رده ولا يستطيع معونته . الخلق هو الصرخة التى يصرخها الشجاع فى وجه من يجترىء على إهانة وطنه أو العبث بكرامة قومه.
وجملة القول أن الخلق هو أداء الواجب لذاته بقطع النظر عما يَتَرتَّب عليه من النتائج. فمن أراد أن يُعلِّم الناس مكارم الأخلاق فليُحْيِيَ ضمائرهم وليُثَبِّت فى نفوسهم الشعورَ بالرغبة
[
Bu mesajın devamını görebilmek için kayıt olun ya da giriş yapın